مصدر الصورة: pixabay
في الرواية الصينية الشهيرة "الرحلة إلى الغرب"، ملك القرود سون وو كونغ يمتلك مقدرة مذهلة للغاية -- فهو ينتزع شعرة من جسده وينفخ فيها، فتتحول هذه الشعرة إلى قرد صغير ينبض بالحياة. هذه المقدرة على إعادة التجدد جعلت الناس يتوقون بشكل عميق ويفكرون ـــــــ ماذا لو لم تكن هذه المقدرة موجودة فقط في القصص الأسطورية، ماذا لو كان البشر أيضًا يمتلكوا مثل هذه المقدرة، عندها سيحققوا هدفهم لإطالة العمر، من خلال تنشئة أعضاء أجسادهم خارج الجسد.
مع تعمق فهم العلوم البيولوجية تدريجيًا، اكتشف الناس أن خلايا النباتات تمتلك قدرات شاملة من الناحية النظرية، بمعنى أن خلايا النباتات تتمتع بالمقدرة على تشكيل كافة الخلايا النباتية، عندما تتعرض خلايا النباتات التي انقسمت بالفعل إلى إصابات أو يتم تربيتها بعيدًا عن جسد النبات، تقوم الخلايا التي توقفت عن الانقسام بالفعل بالانقسام مرة أخرى، حالة الانقسام الأصلية التي تمتلكها الخلايا يتم تغييرها، ويختفي الهيكل والوظائف الأصلية أيضًا، يتم استبدالها، وتبدأ الخلايا بامتلاك خواص ما قبل الانقسام. فكر الناس أيضًا، هل تمتلك خلايا جسم الإنسان أيضًا مثل هذه الخاصية؟
في ستينيات القرن الماضي، اكتشف الناس مثل هذه الخلايا في الثدييات، وتم تسميتها بالخلايا الجذعية. عند تحفيز الخلايا الجذعية، فإنها من الممكن أن تنقسم إلى خلايا إنسانية محددة. واكتشف العلماء أيضًا، تباين القدرات الكامنة للخلايا الجذعية المختلفة، فيبدو أن بعض الخلايا الجذعية يمكنها الانقسام إلى كافة أنواع الخلايا، وهذا النوع من الخلايا الجذعية يعد شامل القدرات؛ بينما بعض الخلايا يمكنها الانقسام إلى جزء من أنواع الخلايا فقط، وهذا النوع يسمى الخلايا الجذعية متعددة القدرات؛ وهناك أيضًا خلايا جذعية يمنكها فقط الانقسام إلى أنواع محددة من الخلايا، لذا سُميت بالخلايا الجذعية أحادية القدرات.
المقصود بالخلايا الجذعية شاملة القدرات هو امتلاك القدرة الكامنة لتشكيل انقسام فردي شامل، مثل البويضات المخصبة. الخلايا الجذعية متعددة القدرات تمتلك القدرة الكامنة على الانقسام إلى تنظيمات خلايا متعددة الأنواع، مثل الخلايا الجذعية الجنينية. أما الخلايا الجذعية أحادية القدرات فيمكنها فقط الانقسام إلى نوع أو نوعين من الخلايا بينهما ارتباط وثيق، مثل الخلايا الجذعية العصبية والخلايا الجذعية المكونة للدم وغيرها. لكن بالاختلاف مع النباتات، بعد انقسام هذه الخلايا الجذعية في الثدييات إلى خلايا محددة، يبدو أنها لا يمكنها العودة لحالة الخلايا الجذعية.
ولكن دراسة البشر لأجسادهم ليس لها حدود. في عام 2006، اكتشف العلماء أنه بعد نقل أربع جينات محددة إلى خلايا فأر صغير، فإن هذه الخلايا أنتجت خصائص مشابهة للخلايا الجذعية الجنينية. إعادة برمجة الخلايا الناضجة هذه، جعل تقنية حث هذه الخلايا على امتلاك خصائص الخلايا الجذعية مجددًا تُسمى تقنية الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات.
ظهور تقنية الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات، جعل البشر يحصلوا على حلول للقضايا الأخلاقية الموجودة وسط الأبحاث المتعلقة بالنمو والأدوية وغيرها، وفي الوقت نفسه، نظرًا لما تتمتع به هذه التقنية من أهمية في مجال البحوث الأساسية وآفاق في التطبيقات الإكلينيكية، فإنها تمتلك أهمية كبيرة جدًا بالنسبة لتعرف البشر على أجسادهم والتطبيقات الطبية الحيوية المستقبلية.
الكاتب: تساو يوان تشينغ