المصدر: pixabay
في الأيام القليلة الماضية، بدت السماء جميلة وكأنها في أفلام الرسوم المتحركة، رفع لونغ لونغ رأسه بينما يسير في الطريق ونظر إلى السماء الزرقاء والسحب البيضاء الكبيرة، بدت قريبة وكأن المرء يمكنه إمساكها إن مد يده. نظر لونغ لونغ حتى شعر ببعض الخدر في رقبته، أمال رأسه جانبًا، فرأي طائرة تطير في السماء، كانت تجرُّ خلفها "ذيلين" أبيضين طويلين، تلاشى "الذيلان" تدريجيًا بعد لحظات. أراد لونغ لونغ رؤية الطائرات مرة أخرى، لذا أبطأ السير، انتظر بصبر لبعض الوقت، وعندها ظهرت طائرة أخرى تجر "ذيلان" خلفها، نظر لونغ لونغ بتمعن إلى هذين "الذيلين" الأبيضين في السماء، وأخذ يخمن من أي موضع في الطائرة تسقط هذه الذيول. أخذ يفكر حتى وصل إلى باب المنزل.
وضع لونغ لونغ حقيبته المدرسية وجذب الوالدة نحو الخارج، أخبرها أن هناك شيئ جيد يريدها أن تراه. سارت الوالدة ورائه، وسألته متعجبة: "ما هو هذا الشيء في النهاية؟".
نظر لونغ لونغ إلى السماء وقال: "لننتظر قليلًا".
أصابت الوالدة الحيرة. بعد مرور عدة دقائق، ظهرت طائرة أخرى في السماء. أشار لونغ لونغ بحماس إلى السماء قائلًا: "انظري بسرعة إلى ذيل الطائرة يا أمي".
نظرت الوالدة باتجاه إصبع لونغ لونغ، "السحابتان" اللتان تخلفهما الطائرة ورائها في السماء الزرقاء حقًا يشبهان الذيل قليلًا، لكنهما ليسا ذيلين حقيقيين.
بعد أن نظرت الوالدة قليلًا، فتحت فمها قائلة: "هذان ليسا ذيلين. الطائرة لها مجموعة الأجنحة ومجموعة الذيل، لكن ليس لها ذيل".
قال لونغ لونغ وقد خاب أمله قليلًا: "إذًا ما هذان؟ تُرى هل أحدثت الطائرة شقًا في السماء الزرقاء، فتكشفت عظام السماء البيضاء؟".
لم تتمالك الوالدة نفسها من الضحك، وقالت: "بالطبع لا، إنهما فقط أثران للتكثف الذي تخلفه الطائرة عند طيرانها، وهما يتشكلان بصورة رئيسية من الماء الذي يطفو في السماء. عادةً ما يتشكل هذان "الذيلان" بطريقتين".
انتظر لونغ لونغ الوالدة لتتابع حديثها بفضول.
تابعت الوالدة حديثها: "الطريقة الأولى هي عندما تطير الطائرة وسط السماء، حيث تنتج منطقة منخفضة الضغط فوق الأجنحة، انخفاض ضغط الهواء المفاجئ يؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة الهواء القريب من الأجنحة، بعد انخفاض الحرارة حتى درجة معينة، يتكثف بخار الماء ليتحول إلى قطرات الماء الصغيرة. إذا كانت درجة حرارة الهواء منخفضة بالقدر الكافي، تتجمد هذه القطرات السائلة".
"الطريقة الثانية هي الأكثر شيوعًا، حيث تطير الطائرة في السماء، مثلما تسير السيارة علي الطريق، كلتاهما بحاجة للوقود. السيارة فقط تعتمد على البنزين، بينما تعتمد الطائرة على وقود الطائرات الخاص، درجة حرارة العادم الناتج بعد احتراق وقود الطائرة منخفضة للغاية، هذا العادم عادةً يكون ثاني أكسيد الكربون وبخار ماء أو وقود لم يحترق بشكل تام، يتكثف بخار الماء داخل العادم ليصبح قطرات ماء، تطير الطائرة بينما تُخرِج هذا العادم، وهكذا يظهر هذا الشريط الأبيض الذي يشبه الذيل".
سأل لونغ لونغ: "في هاتين الحالتين فقط يظهر "الذيل"؟ هل هناك ظروف أخرى؟ ولماذا لم أنتبه إلى هذا "الذيل"من قبل؟".
أجابته الوالدة قائلةً: "عندما تبلغ رطوبة الهواء حالة معينة، يظهر أثر التكثف، وإذا لم يكن محتوى بخار الماء كافيًا في الهواء، فإن العادم الذي يخرج من الطائرة أو انخفاض درجة الحرارة الناتج عن انخفاض الضغط لن يتمكنا من تشكيل قطرات الماء الصغيرة. يمكن التنبؤ بالطقس من خلال أثر التكثف هذا، إذا تلاشى الذيل بشكل سريع جدًا، فهذا يوضح أن الطقس سيكون صحوًا خلال الأيام التالية، وإذا لم يتلاشي لوقت طويل، فهذا يوضح أن درجة رطوبة الهواء كبيرة للغاية، ومن المحتمل جدًا سقوط الأمطار".
تلاشى "ذيل" الطائرة في السماء، يبدو أن طقس الغد سيكون صحوًا، قال لونغ لونغ مُلَخِصًا: "هاتان الطريقتان تعتمدان على تكثف بخار الماء إلى قطرات ماء صغيرة والتي تشكل "الذيل" الطويل الذي نراه، أوه، أخطأت، أثر التكثف".
هزت الوالدة رأسها موافقة لما يقوله لونغ لونغ، انتظرت معه حتى اختفى أثر التكثف ثم دخلا إلى المنزل.
الكاتب: هوانغ جينغ