مصدر الصورة: pixabay
ربما سمعت من قبل قولًا يصف رد فعل شخص بالبطء، هذا القول هو "قوسه الانعكاسي يمكنه الدوران حول الكرة الأرضية ثلاث دورات"، إذًا ما معنى هذا "القوس الانعكاسي"؟
في الحقيقة، "القوس الانعكاسي" المقصود به هو الهيكل العصبي الذي يقوم بالفعل المنعكس. وعندما تصطدم يدك بألسنة اللهب عن غير قصد، سوف تقبض أصابعك بدون وعي، وهذا هو الفعل المنعكس الكامل. الهيكل العصبي الفريد الذي يشارك في الفعل المنعكس يتضمن عادةً خمسة أجزاء: أجهزة الاستشعار الحسية، الأعصاب الواردة، المركز العصبي، الأعصاب الصادرة والأعضاء المستجيبة. أثناء رد الفعل المتمثل في قبض أصابعك عندما تصطدم يدك بألسنة اللهب، بعد أن تشعر المستشعرات الحسية في أصابعك بدرجة الحرارة المرتفعة نسبيًا، تقوم بنقل هذه المعلومة إلى المركز العصبي عبر الأعصاب الورادة لمعالجتها. ويعالج المركز العصبي هذه المعلومة، ويقرر بأن هذه الحرارة المرتفعة تسبب ضررًا لجسم الإنسان، ويصدر أمرًا بتجنبها. هذا الأمر ينتقل عبر الأعصاب الصادرة إلى الأعضاء المستجيبة، وهي مجموعة العضلات المسؤولة عن قبض الذراع. تنقبض مجموعة العضلات وتنبسط، فتجعل الأصابع تبتعد عن ألسنة اللهب، وهكذا يكتمل هذا الفعل المنعكس.
القوس الانعكاسي هو الأساس الفسيولوجي للفعل المنعكس، ولا يكتمل هذا الفعل المنعكس إذا انقطعت أي حلقة فيه. بالطبع، لا يحتاج رد فعل انقباض اليد أن يمر عبر الدماغ، ولكن يتم من خلال الحبل الشوكي الذي يصدر الأمر، فهو ينتمي إلى الأفعال المنعكسة منخفضة المستوى نسبيًا، كما أنه نوع من ردود الفعل الغير شرطية، وهي فطرية موجودة منذ الولادة، ولا تحتاج إلى التعلم يومًا بعد يوم.
في المقابل، هناك أيضًا نوع من الأفعال المنعكسة التي لا يمكن الحصول عليها إلا عبر التعلم يومًا بعد يوم، وهذا النوع من ردود الأفعال شرطي. التحفيز الذي لا يمكنه إثارة رد فعل في الأصل، بعد التعلم، عند منح هذا التحفيز مع تحفيز آخر يمكنه إثارة رد فعل في الوقت نفسه، عندها يتأسس اتصال بين التحفيز الشرطي ورد الفعل الشرطي. هذا النوع من الأفعال المنعكسة يحتاج إلى معالجة القشرة الدماغية حتى يكتمل.
أثناء التجارب، اكتشف العالم إيفان بافلوف الذي قدم نظرية المنعكس الشرطي، أنه سواء بدق الجرس أم بالنقر الخفيف، ما أن يقترن أحدهما مع الطعام، فإنهما يجعلان الكلاب "مطيعة" ويسيل لعابها. وكما اكتشف أنه عند القيام بالصفير أثناء إطعام الكلاب، وبعد تكرار ذلك مرات عديدة، فإن الكلاب تفرز اللعاب ما أن تسمع صوت الصفير، إلا أنها تبدي ردود فعل موحدة تجاه أصوات الصفير المتباينة، ولكن عند استخدام القائم بالتجربة لصافرات مختلفة الأنواع، مع استخدام صافرة واحدة محددة عند تقديم اللحم، وبعد فترة قصيرة على هذا الحال، تبدي هذه الكلاب ردود فعل تجاه صوت الصفير الذي يصاحب الطعام فقط.
بالنسبة لردود الفعل الشرطية، مازال هناك الكثير جدًا من الأمثلة المألوفة لدينا، مثل التوجه لثمار البرقوق لري العطش. وعندما يكون المرء جائعًا وعطشانًا، ويرى أمامه برقوقًا حلوًا وحامضًا، فإنه يفرز لعاب الفم بشكل لا إرادي، وهذا في الحقيقة ينتمي إلى رد فعل نظام الإشارة الثاني وسط ردود الأفعال الشرطية، أي عند عدم رؤية البرقوق أو عدم تناوله، ومع سماع كلمة "برقوق" فقط، فإن المخ يتذكر طعم البرقوق الذي تم تناوله في الماضي، ويفرز لعاب الفم.
في مقابل ذلك، إذا رأى ذلك المرء غابة البرقوق حقًا، فإن رد فعل إفراز اللعاب في الفم يكون هو رد فعل نظام الإشارة الأول. وإذا أكل البرقوق، وأفرز اللعاب، فإن هذا ينتمي إلى ردود الفعل الغير شرطية. وبدراسة الأسباب، فإنه نظرًا لتمكن القشرة الدماغية للإنسان من القيام بنشاطات عصبية متقدمة، أنتجت اللغة والرموز التي لا توجد عند الكائنات الحية الأخرى، لا سيما مع تطور الحضارة الإنسانية، لذلك فإن اللغة والرموز يمكنها إثارة ردود فعل شرطية. بالطبع، التعلم يومًا بعد يوم مازال هام للغاية، فإذا لم يأكل المرء البرقوق من قبل، فما كان ليبدي ردة فعل.
الكاتب: تساو يوان تشينغ