مصدر الصورة: pixabay.com
"دونغ دونغ، هل لديك وقت في عطلة نهاية الأسبوع؟ فلنذهب إلى السينما، سمعت أن هنالك فلم جديد سيعرض بالتقنية ثلاثية الأبعاد!"، كان هذا هو مضمون الرسالة التي وصلت إلى دونغ دونغ من صديقتها هوان هوان. وتحب دونغ دونغ مشاهدة الأفلام كثيرًا، لأن الأفلام مليئة دائمًا بالخيال والإثارة، ما يجعله يشعر دائمًا بالسعادة والبهجة، خصوصًا الأفلام ذات خاصية العرض الثلاثية الأبعاد، لذلك لم يتردد في قبول دعوة هوان هوان.
وصلت عطلة نهاية الأسبوع بسرعة، اتفق الصديقان على مشاهدة أحد الأفلام الأكثر شعبية خلال هذه الفترة الشتوية والذي سيعرض بتقنية ثلاثية الأبعاد، وبعد تسلم النظارات الخاصة بهذه التقنية المسلمة من طرف موظفي السينما، جلسا في المقعد المخصص لهما في انتظار بداية الفيلم.
الفيلم مثير للغاية، ولكن دونغ دونغ فجأة أراد الذهاب إلى الحمام، فقام بنزع النظارات مستعدا للخروج من قاعة العرض، ولكنه لم يكن حقًا على استعداد لتفويت ولو دقيقة واحدة من العرض، فكان ينظر إلى الشاشة وهو في طريقه إلى الخروج. "ماذا يحدث لا أستطيع الرؤية بوضوح"، هكذا رددت دونغ دونغ بداخلها، قبل قليل لم يكن هنالك مشكلة، الأن لا يستطيع رؤية أي شيء بدون النظارات ثلاثية الأبعاد. لا زال دونغ دونغ تفكر في الموضوع وهي في طريقه إلى الحمام، لماذا تسمح هذه النظارات بمشاهدة الأفلام الثلاثية الأبعاد؟ وكيف يتم تصوير هذا النوع من الأفلام؟
لا يتم استخدام طرق معقدة أثناء تصوير الأفلام ثلاثية الأبعاد، بل يتم الاعتماد فقط على مبدأ الضوء ومبدأ الرؤيا بالعين المجردة. يختلف تمركز العينين عند الإنسان، ما تراه العين اليمنى يختلف قليلًا عما تراه العين اليسرى، حيث توجد بعض الاختلافات الدقيقة، هذه الاختلافات الدقيقة تخلق ما يسمى بمفهوم البعد والمسافة. إذا كان من الممكن استخدام طريقة معينة لإرسال صور مختلفة إلى العينين المختلفين لشخص ما، فسيحس هذا الشخص بمفهوم الأبعاد الثلاثية.
فكيف يتم بالتحديد هذا الأمر؟ في الواقع، يتم تصوير الأفلام ثلاثية الأبعاد بواسطة كاميرتين في نفس الوقت، تمامًا مثل عينَي الإنسان، حيث تقوم الكاميرتان بالتقاط صور مختلفة مع فروق دقيقة أثناء العرض، يتم عرض الفيلم بواسطة جهازين، بحيث يتم عرض الصورتين ذات الفروق الدقيقة في وقت واحد على الشاشة. إذا لم تضع النظارات الثلاثية الأبعاد لمشاهدة الشاشة، فسترى الصورتين المتداخلتين، كالظلال المتداخلة والغير واضحة. وإذا فكيف يمكنك السماح للعين اليسرى برؤية صورة معينة والعين اليمنى أن ترى صورة أخرى؟
هذا يتطلب تركيب "مرشح استقطابي" على الرأس الأمامي لكل جهاز عرض. فما هو "المرشح الاستقطابي"؟ يتميز الضوء الطبيعي بأشعة ضوئية يتم إرسالها في جميع الإتجاهات، يتكون هذا المرشح من شق صغير، لا يمكن للضوء الذي يختلف عن اتجاه الشق المرور من خلال المستقطب، فقط الضوء الذي لديه نفس اتجاه الشق يمكنه المرور عبر المستقطب.
أثناء عرض الفيلم يتم تثبيت "مرشح استقطابي" على الرأس الأمامي لجهازي العرض، بحيث يتوفر كل مستقطب على شق ذو اتجاه مختلف عن الآخر. على سبيل المثال، إذا وضعنا مرشح استقطابي ذو شق في الاتجاه العمودي أمام جهاز العرض الأول، فإن الضوء العمودي فقط يمكنه المرور عبر جهاز العرض رقم واحد. وإذا وضعنا مرشح استقطابي ذو شق في الاتجاه الأفقي أمام جهاز العرض الثاني، فلن يمر سوى الضوء الأفقي عبر جهاز العرض الثاني. بهذه الطريقة، تتكون الصورة المعروضة على الشاشة من مجموعتين من الضوء في اتجاهات مختلفة.
بقية العمل ستقوم بها "النظارات ثلاثية الأبعاد". أظن أنك قد خمنت ذلك، يحتوي هذا النوع من النظارات أيضًا على "مرشح استقطابي". عدسات النظارات عبارة عن مستقطبات ذات شقين مختلفين، يتوافق كل منهما مع اتجاه الضوء على الشاشة. بذلك ستتمكن عيناك من استقطاب نوعين من الضوء من اتجاهين مختلفين بدلًا عن واحد. لذلك سيستقبل عيناك في نفس الوقت صورتين مختلفتين، عندها سيخبرك المخ أن هذا الشيء (الصورة) ثلاثي الأبعاد. هذه هي الطريقة التي تُشاهد بها الأفلام ثلاثية الأبعاد، أليس الأمر مثيرًا للاهتمام؟
الكاتب: يا ون