لماذا تسيل دموع الإنسان؟ 

مصدر الصورة: Pixabay.com

لا أعرف، لماذا لا يستطيع لونغ لونغ أن يذهب فى النوم اليوم، يتمدد على السرير وعيناه مغلقتان، وكأن فيلمًا كرتونيًا يعرض فى رأسه، ضوضاء شديدة لا تهدأ أبدًا. جرب لونغ لونغ استخدام الكثير من الطرق، إرتدى غمامة العين، أغلق عينيه وأخذ يَعُد، ذهب إلى المطبخ وشرب كوبًا من الحليب الساخن، ولكن كل هذه الطرق دون فائدة. الأضواء في غرفة الوالد والوالدة كانت مظلمة، يبدو أنهما قد ذهبا في النوم. استلقى لونغ لونغ على السرير وأخذ يتقلب دون توقف، فكر كيف كان يغط في النوم من قبل. أخذ يفكر ويفكر، وتذكر فجأة أن المعلم وبخه ذات مرة بسبب أمرٍ ما، لكن لم يذكر ما هو بالتحديد. وحين عاد إلى المنزل شعر بأن ظلم شديد وقع عليه، فاستلقى على السرير وبدأ في البكاء، لكن فيما يبدو أنه ظل يبكي حتى ذهب في نوم عميق، حتى أن والدته حين عادت إلى المنزل فيما بعد، لاحظت أن المنزل هادئ دون أي ضجيج، فذهبت إلى غرفته حتى اكتشفت الأمر، وكانت عيناه في ذاك الوقت شديدة الحمرة مثل الأرنب تمامًا، حتى أن أمه ضحكت منه. وعلى الرغم من أنه شعر بالخزي قليلًا، غير أنه نام نومًا جيدًا. وتوصل لونغ لونغ إلى طريقة تجعله ينام، وهي أن يفكر جديًا في الأمور الماضية التي جعلته يشعر بالحزن، ويجبر نفسه على البكاء، حاول عدة مرات، وفي النهاية اغرورقت عيناه بالدموع، وسالت الدموع على خديه إلى الوسادة، وبدأ يشعر تدريجيًا أن عيناه التي تبكي مرهقة قليلًا، وفي النهاية كان هناك رغبة في النوم. وهكذا نام على تلك الوسادة المبللة بالدموع.

في اليوم التالي، شارك لونغ لونغ طريقة النوم الخاصة به مع والده ووالدته عند تناول الفطور وهو مفعم بالحيوية والنشاط، لو لم تستطع النوم، فعليك بالبكاء، وأضمن لك أحلامًا سعيدة، ستنام حتى بزوغ الشمس. سمع الوالد كلامه، فرد بابا قائلًا: "أنت لم تنم بسبب النعاس، بل سالت عينيك بالدموع حتى أُرهِقت فأردت أن تغلق عينيك".

رد لونغ لونغ قائلاً وهو لا يبالي: "ما دمت قد تمكنت من النوم فالأمر سيان. أنا حقًا لم أستطع النوم فجأة الليلة الماضية، فكرت في الأساس أن آتي إليكم، ولكن فيما بعد توصلت إلى هذه الطريقة بنفسي، ونمت". قالت الوالدة وهي مهتمة للغاية: "سمعت أن الدموع مواد مضادة للميكروبات، تعمل على حماية العين، ويمكنها أن تفتت الهموم، لكن لم أتخيل أن للدموع أيضًا وظيفة التنويم". ضرب لونغ لونغ على صدره بفخر وقال مؤكدًا: "حقًا، لكن على الأقل هذه الطريقة فعّالة بالنسبة لي". سأل لونغ لونغ متعجبًا: "ولكن ماذا يوجد داخل الدموع؟ هل يوجد بداخلها حقًا مادة منومة؟". قال الوالد بينما يصب الحليب: "طبقًا لمعلوماتي، فإن جزء كبير من الدموع عبارة عن ماء، وبعض من الأملاح غير العضوية والمواد الدهنية، بالإضافة إلى بعض البروتينات اللزجة وبعض البروتينات التي تقتل البكتيريا".

هزّت الوالدة رأسها موافقة على هذا الكلام، وتابعت قائلة: "في الواقع، يوجد دموع دائمًا داخل عين الإنسان، فمقلة العين تشبه الخرزة الزجاجية المغمورة داخل العين. غدة العين الدمعية تفرز دائمًا الدموع، تفرز كل يوم تقريبًا معلقة صغيرة من الدموع، هذه الدموع تجعل مقلة العين تحافظ على رطوبتها. لكن عندما تشعر بالحزن، يصدر العقل أوامره للغدة الدمعية، فتفرز الدموع كالسيل في النافورة الصغيرة بلا انقطاع، الدموع التي تفرزها الغدة الدمعية في هذه الأثناء كثيرة للغاية، ولا يمكن للعين تعبئتها، فتسيل الدموع للخارج حينئذٍ".

قال لونغ لونغ: "لا عجب إذًا أن العين تبدو جميلة ساحرة، فهي منقوعة في الماء". قال الوالد فجأة: "في الواقع، هناك أيضًا وضع آخر، حيث لا يمكن للشخص أن يحبس دموعه". سأل لونغ لونغ بفضول: "لماذا يحدث هذا إذًا؟" تعمد الوالد جذب انتباه الجميع، وقال: "ما أكثر شئ تكره أن تأكله؟". فكر لونغ لونغ قليلًا ثم قال: "الأشياء التي أكره أن أتناولها كثيرة، بابا، ما الذي تريد أن تقوله بالتحديد؟".

رفع بابا يده ولوح بها أمام أنفه، عقد حاجبيه قائلًا: "ما هذا؟ من أين هذه الرائحة الكريهة؟" رأت الوالدة أن الوالد يقلد لونغ لونغ حين رأى البصل لأول مرة، فلم تتمالك نفسها من الضحك وقالت: "صحيح، عندما تقطع البصل يجعل دموع الإنسان تسيل دون إرادته". لم يفهم لونغ لونغ، الشخص الذي يقطع البصل لا يجب أن يكون حزينًا اذًا، والشخص الحزين يجب أن يكون بسبب البصل الذي يُقطع.

ضحكت الوالدة كثيرًا ثم تابعت قائلة: "يقوم البصل بإفراز مادة محفزة للعين تسمى حمض السلفينيك، وعندما تتلامس مع القرنية فإنها تحفز النهايات العصبية، وتولد إحساسًا لاذعًا، ترسل الخلايا العصبية إشارات إلى العين، مما يسمح للغدد الدمعية بإفراز الدموع واندفاع هذه المادة المحفزة من العين. الدموع قيّمة للغاية، ويمكنها أن تحمي العين، لذلك لا يجب أن تبكي عشوائيًا هكذا، هذا إهدار شديد".

الكاتب: هوانغ جينغ