مصدر الصورة: Pixabay.com
كانت الوالدة تعمل بدوام إضافي صباح يوم السبت، استيقظ لونغ لونغ في الصباح ودخل إلى المطبخ، رأى كوبًا من الحليب وقطعة من الخبز الدافئ تركتهم له الوالدة، ارتشف بضع رشفات من الحليب فشعر أن به شيئًا غريبًا، هل نسيت الوالدة إضافة السكر إلى الحليب؟ فتح لونغ لونغ علبة التوابل، ووجدها خالية من السكر. فتح أدراج المطبخ، ليرى إن كان بها مزيدًا من السكر أم لا. وجد زجاجة، كُتِبَ عليها اسم "سكر الأغاروز"، لا يذكر لونغ لونغ لأي غرض يستخدم هذا السكر، حدث نفسه أنه سكر على كل حال، طالما سيجعل الحليب حلوًا فلا بأس. تناول منه ملعقة صغيرة وضعها بالحليب، أخذ يقلب السكر ثم ارتشف رشفة. شعر أنه مازال بلا أي طعم، أضاف ببساطة ملعقة أخرى كبيرة من سكر الأغاروز، عندئذٍ ظهرت طبقة سميكة من مسحوق ناعم أبيض اللون تطفو فوق سطح الحليب، أخذ لونغ لونغ بخلط رة أخرى، شعر أن هذا السكر لا يذوب بسهولة، وأصبح الحليب عكرًا قليلًا، اضطر لونغ لونغ للاستمرار بالخلط، شرب شربة من الكوب، شعر أنه مازال بلا طعم، كما أن المذاق كان غريبًا جدًا، وكأن المسحوق يلتصق فوق اللسان. أصابه شك أن هذا السكر منتهي الصلاحية، استعمل الملعقة وأخذ القليل من سكر الأغاروز، تذوقها، لم يكن حلوًا على الإطلاق. أخذ لونغ لونغ يفكر وهو غاضب قليلًا: "غير حلو على الإطلاق، كيف يسمى سكر، فليسمونه أغار فحسب".
عادت الوالدة إلى المنزل عندما أوشك وقت الظهيرة، رأى لونغ لونغ طعام الغداء المغلف جيدًا الذي أحضرته الوالدة، لذا ذهب لترتيب طاولة الطعام، وضعت الوالدة ما اشترته من الطعام على الطاولة، رأت الحليب الذي تركته صباحًا من أجل لونغ لونغ مازال موجودًا، سألت: "هل أكلت شيئًا في الصباح؟ لقد تركت لك الحليب، لماذا لم تشربه؟".
قال لونغ لونغ بينما يفتح علب الطعام: "حليب الصباح لم يكن حلوًا على الإطلاق، لم أستطع شربه". تذكرت الوالدة في هذه اللحظة أنها لم تشتر السكر.
تابع لونغ لونغ قائلًا: "أضفت إليه السكر، بالمناسبة، كان سكر الأغاروز هو ما أضفته إلى الحليب، لكن ظل غير حلو على الإطلاق. الوالدة، هل فسد هذا السكر أم لا؟".
فتح لونغ لونغ علبة الكعك، أخذ عيدان الأكل من يد الوالدة، رأت الوالدة الجوع الشديد باديًا على لونغ لونغ، ابتسمت قليلًا، وقالت: "من قال أن كل السكر يجب أن يكون حلو المذاق، أنت اسمك لونغ لونغ، وهو يعني التنين، لكنك لست تنينًا حقيقيًا".
تسمر لونغ لونغ من كلام الوالدة، الاسم بالفعل لا يشكل مشكلة، لكن طالما سكر الأغاروز ليس حلوًا، فلماذا مازال موجودًا بالمطبخ. تابع لونغ لونغ سؤال الوالدة: "سكر الأغاروز ليس حلو المذاق، إذا لماذا نستخدمه؟ ولماذا نضعه بالمطبخ؟".
قالت الوالدة: "لا يغرنك أن مذاقه ليس حلوًا، يمكنه صنع الكثير من الأشياء، يمكنه صنع حلوى الهلام الذي تحبها، والمثلجات التي تزيل حرارة الصيف. بالمقارنة مع أنواع السكر الأخرى، يتجمد ببطء بعد تسخينه وإذابته، وبالرغم من أنه ليس حلو المذاق، لكن يمكنه تشكيل مواد صلبة مثل الجل، وهذه الخاصية لا يمكن لأنواع السكر الأخرى صنعها".
"ليس من المؤكد أن كل الأشياء المكتوب عليها سكر حلوة المذاق، كما أن الأشياء الحلوة ليس من الضروري أن تكون سكر. السكريات هي نوع من المواد الموجودة على نطاق واسع، تحتوي النباتات ونحن وخلايا الكائنات البكتيرية المجهرية الدقيقة على السكر، الجلوكوز والفركتوز داخل الفاكهة، السليلوز داخل الخضروات، اللاكتوز داخل الألبان، النشا الموجود بالخبز والمعجنات، كل هذه من أنواع السكر. السكر الأبيض والسكر الأحمر وغيرها هي الأكثر استخدامًا لدينا، وهي جميعًا مستخلصة من قصب السكر والبنجر كمواد أولية".
أشار لونغ لونغ إلى زجاجة سكر الأغاروز، وسأل: "وهل هذا مستخلص من الأغار؟".
أجابته الوالدة: "يمكنك قول ذلك، سكر الأغاروز هو أحد مكونات الأغار، لكن الأغار مستخلص من الطحالب الحمراء والطحالب البحرية الأخرى".
فجأة شعر لونغ بالفضول حول مسألة، بادر بسؤال الوالدة: "كل هذه الأنواع من السكر، إذاً أيها هو الأكثر حلاوة؟".
"درجة حلاوة السكريات تختلف باختلاف أنواعها، يختار الناس سكر القصب عادةً كمعيار، ويستخدمونه للمقارنة بين الأنواع الأخرى. ينبغي أن يكون سكر الفاكهة هو الأكثر حلاوة بين أنواع السكر الشائعة، ويوجد الأن الكثير جدًا من المُحلِيات الصناعية المركبة، مثل سيكلامات الصوديوم والأسبارتام التي دائمًا ما تراها على مغلفات الحلوى، وهي توجد في كثير جدًا من المشروبات التي تحتوي على السكر، وهذه المُحلِيات حلوة المذاق للغاية، ومن السهل أن تسبب تسوس الأسنان إذا أكلت منها كثيرًا، كما أنها تسبب السمنة". أنهت الوالدة حديثها وبدأت تتناول طعام الغداء بهدوء.
الكاتب: هوانغ جينغ